الختان وعفة الأولاد والبنات

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى في سورة النور الآية33: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ...)

- جاء في لسان العرب أن العفة هي الكف عما لا يحل ويجمل. وقال الراغب الأصبهاني في (مفردات القرآن) أن العفة هي حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة. أي فيما حرم الله سبحانه وتعالى.

- الضروريات الخمس في الإسلام هي حفظ الدين، والنفس (أي الروح والجسد)، والعقل، والنسل (أي النسب والعرض)، والمال.

فالمحافظة على سنة ختان الأولاد والبنات فيه حفظ للدين. وقطع القلفة في الجنسين يحفظ الجسد والعقل من الأمراض ويتبع ذلك حفظ للمال.

أما حفظ النسل والعرض والنسب فهو ما سنوضحه بتوفيق الله في النقاط التالية.

- حديثي بهذه الصراحة في هذا الموضوع فيه خدش للحياء، وعذري هو قول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: \"نعم النساء نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء من أن يتفقهن في الدين\" (البخاري، كتاب العلم 1/276).

- أثبتت العلوم التجريبية الطبية أن هنالك تشابه بين مَوضِع الختان (القلفة (prepuce)) في الذكر والأنثى. يبدأ هذا التشابه منذ بداية تكوين الأعضاء التناسلية في الجنين ويتبع ذلك تشابه في التشريح والإفرازات والعملية الجراحية لإزالة القلفة (prepucectomy) والفوائد الناتجة عن هذه العملية وهي النظافة والعفة.

- ما أثبتته العلوم التجريبية الآن أشارت إليه الشريعة الإسلامية الغراء قبل أكثر من أربعة عشر قرناً. فالأدلة على مشروعية الختان في الجنسين متطابقة كما جاء في حديث سنن الفطرة((إسناده صحيح أخرجه البخاري(7/206)و مسلم(3/146)) وحديث إذا التقى الختانان (إسناده صحيح أخرجه الإمام أحمد في مسنده (6/161).

أما حديث أم عطية رضي الله عنها (اخفضي ولا تنهكي) فقد سن لنا فيه رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم سنة التعليم والتدريب لتصحيح الخطأ، وليس المنع الذي يسعى إليه الآن من يرفعون شعار العلم والمعرفة!!! كما أن طريقة جراحة الختان في الجنسين متشابهة وشرحها لنا فقهاؤنا الأجلاء.

يقول ابن القيم-رحمه الله- في كتابه تحفة المودود ص113-114: قال ابن الصباغ في الشامل: (الواجب على الرجل أن يقطع الجلدة التى على الحشفة حتى تنكشف جميعها ...).

وقال الماوردي: (وأما خفض المرأة فهو قطع جلدة في الفرج فوق مدخل الذكر ومخرج البول على أصل كالنواة و يؤخذ منه الجلدة المستعلية دون أصلها).

والمفهوم من الجلدة هنا هو القلفة في المرأة والرجل.

وأيضاً أشار ابن القيم إلى فوائد الختان المتطابقة في الجنسين وقال (اشتركت خصال الفطرة في الطهارة والنظافة وأخذ الفضلات المستقذرة ...هذا مع ما في الختان من تعديل للشهوة... وتجد الأقلف من الرجال والقلفاء من النساء لا يشبع من الجماع ...والقلفة تعوق الجماع)

(تحفة المودود ص109-112وص125).

- أعداء ختان الذكر والأنثى يتحدثون في هذه المرحلة عن فوائد ختان الأولاد فقط وتصوير ختان البنات بأنه مضر، رغم ما بينهما من تطابق.

وذلك حتى يسهل عليهم محاربة ختان البنات أولا ثم بعدها يلتفتوا لمحاربة ختان الأولاد أيضا.

وقد حدث ذلك في بعض المجتمعات المسلمة التي بعد أن مُنع فيها ختان الأنثى، بدأ الحديث الآن عن فوائد عدم قطع القلفة في الذكر!!!.

- الإثارة الجنسية وزيادة جريان الدم في الأعضاء التناسلية في الأولاد والبنات تكون بطريقتين:

الأولى: بمؤثرات موضعية خارجية.

والثانية : بمؤثرات عقلية داخلية.

لنقرب الصورة بضرب مثال/ لإثارة الغدد التي تفرز الدموع في العين، والتي يزيد جريان الدم فيها بمؤثر موضعي خارجي كوجود جسم غريب بالعين وبمؤثرات عقلية داخلية كالحزن أو الفرح فتجري الدموع في كل هذه الحالات.

- الأسباب العقلية الداخلية لضبط الإثارة الجنسية والعفة في الأولاد والبنات، كغض البصر مثلاً، كلنا كمسلمين نعرفها والمجال لا يسع هنا لحصرها.

أما الأسباب الموضعية الخارجية لضبط الإثارة الجنسية وتعديل الشهوة، بقطع القلفة في الجنسين، فتكون بهاتين الوسيلتين:

الأولى: بإزالة الإفرازات ((اللخن (smegma) التي تتجمع بين القلفة ورأس البظر في البنات والقلفة ورأس القضيب في الأولاد، وتسبب إثارة موضعية متكررة غير مقصودة.

الثانية: بإزالة القلفة التي تعوق الجماع فتتحسن المعاشرة الزوجية ويحدث الإشباع للنساء والرجال وبذلك لا يكونان في انشغال كبير بهذه الغريزة.

وقد أشار إلى ذلك الإمام ابن القيم وأثبتته كثير من الدراسات التجريبية.

إذن ختان الأولاد والبنات يساعد على العفة والتي هي مطلوبة شرعاً من الجنسين.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

هايل استاذ علاء بجد رائع ومشكور

معلومات قيمة جزاك الله خيراً

الختان وعفة الأولاد والبنات

مستقبلك يتحدد علي قدر أمنياتك ومدي قدرتك علي تحقيق ما عجزت عن تحقيقه في الماضي