الله والطب والسواك ( د/ سامى سلامة )

الله والطب والسواك

كلنا يعلم أن كل صانع يحب صنعته ويضع لها القواعد والتعليمات التى تحافظ عليها سليمة خالية من العيوب لأطول مدة ممكنة بما يسمى ( كتالوجا ) وإذا خالفت تلك التعليمات تحترق الآلة أو الجهاز أو جزء منها .

فمثلا لو وضعنا الماء على المروحة لاحترقت بينما لو لم نضعه فى السيارة لاحترقت أيضا ، وذلك طبقا لما قال صانعها .

فإذا كان الله قد خلقنا ووضع فينا هذه الصفة فلا بد أنه أشد حبا منا لصنعته ، وعلى هذا...

فقد خلقنا الله سبحانه وتعالى وبين لنا التعليمات التى لو اتبعناها لنجونا وصحت أجسامنا وأرواحنا فى الدنيا والآخرة .

ولو لم نتبعها لاحترقنا فى الدنيا والآخرة مثل أى جهاز ، حتى أن الصلوات بما فيها من خشوع وانكسار ومذلة لله سبحانه وتعالى لم يقصد سبحانه وتعالى بها إذلالنا ولكن كشف العلم الحديث لعلماء غير المسلمين أن حركات وسكنات الصلاة هى أنسب شئ لصحة ونفس الإنسان حتى أوقاتها لم نختر عبثا فمثلا الغدة النخامية الموجودة بالمخ يصلها الدم حاملا الغذاء بأحسن ما يكون والعبد ساجد فى وقت الفجر وهذه الغدة مسئولة عن معظم وظائف الجسم والغدد الأخرى .

حتى ما يقع للإنسان من مكروه بين لنا ربنا كيف يتعامل مع هذا المكروه حتى ينجيه الله سبحانه وتعالى ، ومن هذه النصائح الأخرى الى الأمر التى نصحنا بها رسولنا الكريم ( الذى لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى ) هى استعمال السواك بكثرة .

ولا أجد شيئا اهتم به رسولنا الكريم بعد الفرائض أكثر من السواك فما هو السواك ؟

وكيفية استعماله؟ وما هى الأحاديث الصحيحة التى وردت فيه ؟ وما الفوائد الطبية التى كشف عن بعض منها الطب الحديث ؟ .

أولا : ما هو السواك الذى كان يستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

هو مأخوذ من جذور شجر الأراك وهو شجر يحافظ على خضرته طول العام ، ويمكن زراعته

حتى على ماء البحر .

- ما كيفية استعماله ؟

يستاك كل فك على حده بطريقة رأسية بدءا من اللثـة حتى نهاية السنة ، ولا يستحب بطريقة

أفقية ، ويزال كل يوم الجزء المستعمل .

- ما هى الأحاديث الصحيحة التى وردت فيه ؟

ورد فى الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" لولا أن اشق على أمتى لآمرتهم بالسواك عند كل صلاة " ( أى سواء فريضة أو نافلة ).

وفيهما أيضا أنه كان يشوص فمه بالسواك بعد القيام من النوم ، وفى صحيح مسلم أنه إذا

دخل بيته بدأ بالسواك .

وصح انه وهو على فراش الموت إستاك بسواك عبد الرحمن بن عوف بعد أن غسلته له السيدة عائشة أم المؤمنين ( رضى الله عنها ) ، وصح عنه أيضا قال أكثرت عليكم بالسواك ، وأنه كان يستعمله لعد الأكل وقبل قراءة القرآن ، وقال بن عباس فى حديث صحيح أخرجه إبن داود بن ليله عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فلما استيقظ من نومه أتى طهوره فأخذ السواك فإستاك ، ثم توضأ فصلى ركعتين ، ثم رجع الى فراشه فنام ما شاء الله ، ثم استيقظ ففعل مثل ذلك ما شاء الله ، ثم استيقظ ففعل مثل ذلك ، ثم أوتر حتى أثناء الصيام .

أخرج البخارى فى صحيح عن عامر بن ربيعه قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يستاك وهو نائم مللا أحصى .

وقال أبو موسى الأشعرى دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فإذا به يضع السواك فى فمه الشريف .

وبهذا نجد أن عدد مرات استعماله السواك كثيرة جدا فى اليوم والليلة حتى عند الوفاة .

فهل نعتقد أن قدوتنا ( النبى الكريم ) يلهو ويلعب ويضيع الوقت عبثا بكثرة استعماله السواك أم أنه أراد أن يدلنا على خير مؤكد فى السواك .

ولكن كعادتنا ننتظر حتى يثبت لنا البشر خصوصا غير المسلمين أن ما قاله الله سبحانه وتعالى له فوائد عظيمة لنا ننتظر ليثبت لنا المخلوق العاصى صحة ما قاله الخالق ورسوله (صلى الله عليه وسلم ) عجبا لهذا !!!

فماذا قال المخلوق عن فوائد السواك الطبية ؟

أكد الطب الحديث فوائد السواك فقد جاء فى الأبحاث الطبية أن أغصان الآراك تحتوى على المواد الآتية :-

1- الكلور - الذى يفيد فى إزالة الصبغة فى التلوين عن الاسنان .

2- السليكا - وهى تبيض الأسنان .

3- مادة ريزين - وهى مادة صغية تعمل على تغطية وحماية بامينا الأسنان من التسوس ( على

عكس المياه الغازية التى تدمر مينا الأسنان تساعد على التسوس .

4- مادة ثلاثى ميثيل أمين وتعمل على التئام جروح اللثة.

5- ومواد قلوية تعمل على منع التسوس .

6- مادة السنجرين وهى مادة مطهرة وقابضة وتوقف النزيف .

وقال الدكتور / كبيث كيوول وجامعه مينوسوتا الأمريكية فى أن المسلمين الزنوج الذين يستعملون السواك سليمى الأسنان واللثة إذا ما قورنوا بمن يستعملون الفرشاه .

وتوجد أبحاث تؤكد دور السواك واستعماله خاصة الخضر اليمنى فى القضاء على عادة التدخين بنسبة حوالى 65 % .

وإذا على مصحون السواك وشرب ماؤه وجد أنه يقضى على حالات كثيرة من النزيف الرحمى ونزيف اللثة ،وقد جربته شخصيا مع مرضى كثيرين ، وأيضا شرابه مدر قوى للبول بدون أى آثار جانبية ، ونعلم أن البول يخلص الجسم من السموم .

وتستعمل مدرات البول كثيرا فى أخطر الأمراض مثل الفشل الكبدى والقلبى والرئوى وضغط الدم ، فهذا يدل على أن السواك له دور خطير فى علاج هذه الأمراض ، ومن لم يقتنع فبإمكانه أن يجرب ويخبرنا بتجربته .

وإذا وضع عصير السواك على وسط به بكتيريا فإنه يقضى عليه مما يدل على أثره فى وقاية

وعلاج الحلق والأمعاء لأنك مع استعماله تبلع هذه المواد مع الريق .

ويساعد على هضم الطعام ،وبذلك يفتح الشهية .

وبعد كل هذه الفوائد نتركه وتستعمل الفرشاة التى لا نعرف ما هى المواد الصناعية الداخلية فيها.

حتى أنواع المعجون ، وما فيه مواد مفيدة للأسنان واللثة هل يستطيع أحد أن يبتلعها بالطبع لا وإلا أصيب بالتسمر بخلاف السواك ، وما فيه من مواد مفيدة للصحة عامة إذا ابتلعها .

وأخيرا أقول قول المولى سبحانه وتعالى " أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير "

صدق الله العظيم

***

دكتور / سامى سلامه

الله والطب والسواك ( د/ سامى سلامة )

مستقبلك يتحدد علي قدر أمنياتك ومدي قدرتك علي تحقيق ما عجزت عن تحقيقه في الماضي