في سياق التطور الذي يشهده العالم، وطبيعة الأجيال الصاعدة، وما يحتكون به منذ طفولتهم من تقنيات وتكنولوجيا، وما يلوح في الأفق القريب والبعيد من آفاق للتنمية والتطور ...
في سياق هذا كله يجد المعلم نفسه مطالباً أكثر من أي وقت مضى بتجديد معارفه، وتطوير مهاراته، وتحديث خبراته، حتى يواكب هذا التقدم المضطرد، (وهنا تكمن أهمية استراتيجيات التعلم النشط موضوع مقالنا اليوم) لكي يساعد المتعلمين على اكتساب المهارات والخبرات الحياتية والعلمية الضرورية من أجل مسايرة عجلة التقدم، واكتساب القدرة على اقتحام مجالات الحياة بثقة وثبات.
وفِي سبيل تحقيق هذه الغاية عمل الخبراء على تطوير مجموعة من مهارات التعلم الحديث، لكي يسهلوا على الأستاذ القيام بدوره على أحسن وجه، وليحقق مع متعلميه الأهداف المتوخاة من عملية التعلم، وفِي مقدمة تلك المهارات: ما بات يعرف اليوم بـ استراتيجيات التعلم النشط.
استراتيجيات التعلم النشط
استراتيجيات التعلم النشط عبارة عن "مجموعة من الاستراتيجيات والمناهج التعليمية التي تهدف إلى جعله المتعلم في قلب العملية التعليمية، وتمكينه من القيام بدور إيجابي في بناء الدرس واكتساب المعرفة، وصقل المهارات والخبرات الذاتية، واكتساب بعض السلوكيات الجديدة، من خلال مجموعة من الأنشطة الصفية وغير الصفية، الفردية والجماعية".
كما يعرفه بعض الباحثين بكونه: "فلسفة تربوية تعتمد على إيجابية المتعلم في الموقف التعليمي، ويهدف الى تفعيل دور المتعلم من حيث التعلم من خلال العمل وبالبحث والتجريب، واعتماد المتعلم على ذاته في الحصول على المعلومات، واكتساب المهارات، وتكوين القيم والاتجاهات".
فـ استراتيجيات التعلم النشط كما ذكرنا هي مجموعة من الاستراتيجيات والأساليب التي يمكن للمعلم اتباعها في قيامه بمهمته وإنجازه لواجبه، ولقد سبق أن تحدثنا عن أسلوب من أساليب التعلم النشط في مقال بعنوان: مبادئ التعلم التعاوني وتطبيقاته، وسنتعرف في مقالنا هذا عن مجموعة أخرى من أساليب واستراتيجيات التعلم النشط، ولكن قبل الشروع في عرض تلك الأساليب والاستراتيجيات، دعونا نعقد مقارنة بين التعلم النشط والتعلم التقليدي.
الفرق بين التعلم النشط والتعلم التقليدي:
هناك عدة نقاط يفترق فيها التعلم النشط عن التعلم التقليدي؛ سواء من حيث دور الأستاذ والتلميذ، أو من حيث المكان، أو من حيث المصادر، أو من حيث الأهداف، وسنشير إلى بعض تلك النقاط لنعرف ما هو الجديد الذي أتى به التعلم النشط باستراتيجياته المختلفة.
قراءة باقي الموضوع :
https://www.tahadeeralostaz.com/post/11