مكانة العلم فى الإسلام ( أ/ محمد الغزولى )

مكانة العلم فى الإسلام

بادئ ذى بدء يجب أن نقرر ان العلم ليس خصما للإيمان ولا ضدا له بل هو دليل يهدى إليه وقد رأينا من العلماء الراسخين المنصفين هداهم علمهم إلى أن وراء الكون قوة عليا تدبره وترعى كل شئ فيه بميزان وحساب ومقدار ، وذلك لأن العالم أقدر من غيره على استبانة ما فى هذا الكون من ترابط وتناسق وإحكام ، ومن علوم ومعارف شتى يتجلى فى كل خلية من خلايا أحيائة ، وفى كل ذرة من ذرات جماداته فى خلق السموات والأرض فى اختلاف الليل والنهار فى الفلك التى تجرى فى البحر بما ينفع الناس فيما أنزل الله من السماء منن ماء فأحيا به الأرض بعد موتها فيما بث الله فى الأرض من الدواب والأحياء فى تعصريف الرياح فى السحاب المسخرين بين السماء والأرض ، ولا عجب أن قرأنا لكثير من علماء الكون فى الطبيعة والفلك والرياضيات والأحياء وغيرها شهادات ناصعة اعترفوا فيها بوجود الدين ، وهى شهادات تقطع ألسنة الذين يريدون أن يتخذوا من العلم سلاحا يحاربون به الدين .

ومما يندى له الجبين حياء وندما وحسرة زهد المسلمين فى العلم والقراءة خاصة فى علوم الكون والحياة ولقد صدق أعداؤنا إلى حد كبير حينما قالوا : إن المسلملين لا يقرؤن وإذا قرؤا لا يفهمون ، وإذا فهموا لا يعملون ، وإذا عملوا لا يخلصون .

وليعلم كل زاهد فى العلم واطلاع أنه مريض الروح والقلب والعقل فكما أن عدم الرغبة فى الطعام دليل خلل ومرض بالجسم ، فكذلك عدم الرغبة فى العلم والقراءة لدليل خلل وضعف ومرض بالقلب والروح والعقل ، يقول الإمام الحسن البصرى رحمة الله عليه " تفقد الحلاوة فى ثلاثة أشياء فى الذكر والصلاة والقراءة فإن وجدت ذلك فامض وأبشر وإلا فاعلم أن بابك مغلق فعليك أن تعالج فتحه .

فيا أمة اقرأ أغفلتم عن أول قطرة من وحى السماء الى الأرض ( إقرأ باسم ربك الذى خلق خلق الإنسان من علق غقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ) أنسيتم قول نبيكم ( صلوات الله وسلامه عليه ) طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) أما سمعتم الإمام الشافعى رحمة الله عليه يقول :

ومن فاته يذق مر التعلم ساعة تجرع ذل الجهل طول حياته

ومن فاته التعليم وقت شبابه فكبر عليه أربعا لو فاته

فذات المرء والله بالعلم والتقى إذا لم يكونوا لا اعتبار لذاته

يقول إبراهيم النخعى رحمة الله : لا يزال الفقيه فى صلاة قيل له كيف ذلك ؟ قال :لأنك لا تلقاه إلا وذكر الله على لسانه يحل حلالا أو يحرم حراما ، وسئل ابن المبارك ماذا لو علمت أنك ميت الليلة قال : اطلب العلم .

وأختم أخير بقول سيدنا معاذ ( رضى الله عنه ) فى العلم والعلماء :

( تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية وطلبه عباده ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وهو الؤنس فى الوحشة والصاحب فى الغربة والزين عن الأخلاء ، والسلاح على الأعداء ، وهو حياة القلوب من العمى ومصباح الأبصار من الظلمة ، وقوة الأبدان من الضعف التفكر فيه يعدل الصيام والمذاكرة له تعدل القيام ، وبه توصل الأرحام ويعرف الحلال والحرام وهو إمام ، والعمل تابع له ويلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء ...) .

***
وإلى اللقاء ،،

محمد صلاح الغزولى

مكانة العلم فى الإسلام ( أ/ محمد الغزولى )

مستقبلك يتحدد علي قدر أمنياتك ومدي قدرتك علي تحقيق ما عجزت عن تحقيقه في الماضي