[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إن دور توزيع الأثاث في الغرف المختلفة داخل الأبنية يساهم في تخفيض كثافة نمو العفن على الجدران في فصل الشتاء؛ ولتوضيح المشكلة، فإننا سوف نبحث في أثر مواقع بعض قطع الأثاث الكبيرة، وبخاصة مواقع الخزائن الكبيرة التي تخزن فيها الثياب، وذلك فيما يتعلق بنمو العفن وتكاثره، ومن ثم أضراره على الصحة والحالة النفسية للسكان.
إن وضع خزانة كبيرة في مواجهة حائط متصل مع الجو الخارجي البارد، من شأنه أن يخفض من درجة حرارة سطح الجدار من الداخل، ويحدث ذلك أيضاً عندما يكون الجدار الخارجي معزولاً عزلاً حرارياً معقولاً، وبالتالي فإن ذلك يؤدي إلى تكاثف بخار الماء خلف الخزانة ونمو العفن وتكاثره.
وبناء على ما سلف فإنه يفضل أن توضع الخزائن الكبيرة بمحاذاة جدران داخلية، أي بمحاذاة جدران تابعة لغرف داخلية مجاورة لأن درجة حرارتها تكون مرتفعة مقارنة بالجدران الخارجية.
فما هو سر الأثر السلبي الذي ينجم عن ظاهرة وضع الأثاث بمحاذاة الجدران الخارجية الباردة؟
إن وضع عائق كبير أمام الجدران الخارجية، وبخاصة تلك الجدران التي تفقد حرارة كبيرة إلى الخارج في فصل الشتاء، يؤدي إلى ركود الهواء خلفها ويمنع وصول الحرارة من مصادر الطاقة المختلفة إليها؛ لذلك فإن درجة حرارة أسطح الجدران من الداخل تكون متدنية، ومن ثم تصبح مهيئة لتكاثف بخار الماء عليها بسرعة، الأمر الذي يشكل مرتعاً خصباً لنمو العفن وتكاثره.
ونتيجة لذلك فإننا نتساءَل: كيف نعالج هذه الظاهرة الغريبة؟
نستطيع بداية أن نختار مواقع الخزائن وقطع الأثاث الضخمة الأخرى، بحيث تكون واقعة وراء جدران داخلية، أي بمحاذاة تلك الجدران التي تفصل بين غرفتين على سبيل المثال. وسبب ذلك أن تلك الجدران تكون أدفأ من الجدران الخارجية في فصل الشتاء.
كذلك نستطيع أن نعزل الجدار الخارجي من الداخل إذا كانت الغرفة مطلة على الخارج من جهتين، وذلك بوضع مادة كالصوف الصخري أو البولسترين، أو غيرها من مواد العزل الحراري المتنوعة، على سطح الجدار وتغطيتها بالخشب أو ألواح الجبص، أو مواد أخرى متوافرة تعمل على تغطيتها وحمايتها من الدلف.
ونستطيع أيضاً أن نعتمد على وسائل التدفئة التي لا تنتج بخار الماء، ونعمل على تشغيلها لفترة أطول كي تساهم في رفع درجة حرارة الجدار. إذ إن استعمال المدافئ التي تعمل على مشتقات النفط تساهم في زيادة بخار الماء في الغرفة بشكل كبير، الأمر الذي يزيد من تكاثف بخار الماء واشتداد ظاهرة نمو العفن وتكاثره.
وربما يكون الحل الأمثل هو تدعيم ما سلف من خيارات بإبعاد الخزانة عن الحائط مسافة لا تقل عن عشرة سنتمترات، بحيث يتم السماح للهواء بالحركة والانتقال من مناطق الحرارة المرتفعة والضغط المرتفع إلى المناطق الواقعة خلف الأثاث؛ فإن ذلك يساهم في رفع درجة حرارة الهواء، ثم يساهم في رفع درجة حرارة أسطح الجدران الخارجية من الداخل على نحو يخفف أو يمنع تكاثف بخار الماء على الأسطح الداخلية للجدران، وبالتالي يحرم الفطريات من النمو والتكاثر في تلك المواقع.
كما نلفت الانتباه إلى ضرورة إخلاء جوانب الأثاث من أي عوائق من شأنها أن تعيق حركة الهواء خلفه.
فإذا كانت هناك قطع أثاث أو شماعة لتعليق الثياب ينبغي إبعادها عن الجوانب كي تسمح للهواء بالحركة.
خلاصة القول إن اختيار مكان أثاث المنزل يساهم في الحد من الأضرار الناجمة عن نمو العفن وتكاثره ويجعل من المنازل أماكن أكثر صحية للعيش فيها.