أحمد سامح فريد يكشف الحقائق الكاملة : علاقتي بجمال مبارك قوية جداً.. وهذه قصة انسحابي من انتخابات مجلس الشعب بالجمالية

التعليم الطبي في مصر سيئ.. ولا أستطيع القضاء علي مافيا الفساد
أكد الدكتور أحمد سامح فريد عميد كلية طب قصر العيني أنه ليست هناك أي تدخلات حزبية وراء عدم تقدمه بأوراق ترشيحه في دائرة الجمالية لمجلس الشعب وأن السبب الرئيسي وراء ذلك هو رغبته في خدمة الفقراء في مستشفي قصر العيني.
وأشار فريد إلي علاقته بجمال مبارك رئيس أمانة السياسات بالحزب الوطني وأعضاء الأمانة بالإضافة إلي مشكلة قصر العيني والمستشفيات الجامعية مع مشروع العلاج علي نفقة الدولة.. وإلي نص الحوار:
* بداية نود أن نعرف قصة ترشيحك لدائرة الجمالية؟
** المدة المتبقية علي الدورة البرلمانية القادمة لا تعطيني الفرصة لتمثيل أهالي دائرة الجمالية ولكني لست عازفاً عن الحياة السياسية.
* هل نفهم من ذلك أنك تنوي الترشح في الانتخابات البرلمانية القادمة؟
** المبدأ موجود ومستعد لأي شيء يخدم الناس ولست ساعياً إلي منصب أو كرسي في مجلس الشعب ولكنني أرغب في الخدمة العامة التي تنبع من احتياجات الشعب والوصول بتلك الاحتياجات إلي قرارات تنهض بالمجتمع وعندما تصبح الظروف مواتية سأرشح نفسي.
* ولكننا سمعنا عن إعلان الحزب الوطني لاسمك للترشيح علي مقعد الدائرة ثم تردد فجأة أنك تراجعت عن موقفك ما حقيقة الأمر؟
** علي أي حال أنا لم أتقدم بأوراقي في الموعد الذي حددته وزارة الداخلية يوم الأربعاء الساعة الخامسة.
* ما حقيقة تدخل الدكتور زكريا عزمي في منع ترشيحك في الجمالية؟
** لا إطلاقا.. ليس من مصلحة الدكتور زكريا عزمي منعي من الترشيح.
* إذن ما طبيعة العلاقة بينكما؟
** العلاقة بيننا جيدة وأنا أحترمه وأقدره ولم يحدث بيني وبينه أي شيء سيئ لدرجة تمنعه من ترشيحي.
* ومن الذي طرح اسمك من داخل الحزب للترشيح في الجمالية؟
** لا أعرف.
* كانت لك تجربة انتخابات سابقة في نادي أعضاء هيئة التدريس هل يمكننا القول إنها أثرت علي مسألة تراجعك في الانتخابات بدائرة الجمالية؟
** أنا دائماً أنادي بالديمقراطية لأنها آلية أخذ رأي المشاركين في العملية الانتخابية والديمقراطية في حد ذاتها نوع من ديكتاتورية النخبة وتوجد هذه الديكتاتورية في أمريكا لأن 58% فقط يشاركون في العملية الانتخابية و42% لا يقولون رأيهم ونحن في مصر يشارك 22% فقط في أفضل الانتخابات وبالتالي الديمقراطية لا تعبر عن رأي الأغلبية ولكنها تعبر عن الرأي والرأي الآخر الذي يؤدي في النهاية إلي قرار يعتبر من وجهة نظر متخذي القرار هو الأصعب.
وعندما دخلت انتخابات نادي أعضاء هيئة تدريس جامعات القاهرة كنت أبحث عن الصالح العام لجامعة القاهرة ولأعضاء هيئة التدريس ولعدم حرفيتي أو لسوء الفهم مني تحولت المعركة من أساتذة يتنافسون علي مقاعد إلي معركة بين تيارات سياسية وأنا أبعد ما أكون عن هذه المعركة.
* هل هذا يعني وجود تجاوزات في انتخابات أعضاء هيئة التدريس بالجامعة؟
** من وجهة نظري كان هناك تجاوزات في العملية الانتخابية وكان لدي ما أثبت به هذه التجاوزات ولكنني شعرت بعد ذلك أنه من الخطأ ترشيح نفسي لأنني عميد كلية طب قصر العيني ومن سينتخبني هم فئة الأساتذة الذين أرأسهم في العمل، ولذلك قررت أني لن أترشح في انتخابات نادي أعضاء هيئة التدريس ما دمت عميداً.
* لكن تردد وقتها أنك مرشح الحزب الوطني؟
** الحزب الوطني جزء من مصر وشريحة من المجتمع المصري ويوجد به جميع التيارات الفكرية والاتجاهات التي لا نوافق علي بعضها وأمانة السياسات بها مجموعة من العقول المصرية التي قلما رأيت مجموعة تجمعت في مكان واحد علي هذه الكفاءة وأنا أكن لهم احتراماً شديداً وما ينشر عن أمانة السياسات وتصويرها علي أنها جزء من عصابة هو تضليل.
* ما السبب وراء هذه الفكرة عن أمانة السياسات؟
** لأن الناس تنظر إلي الحزب علي أنه الحزب الحاكم ولا ينظرون إلي التطورات التي حدثت في أمانة السياسات فأنا عضو فعلي في الحزب الوطني في هيئة أمانة القاهرة منذ 1984 والفرق بيني وبين الآخرين أني دخلت الحزب عن إيمان واقتناع وطيلة مشواري معه منذ شبابي.
* ما الذي أحبطك في الحزب الوطني؟
** لم أحبط من الحزب ولكن كان لدي أحلام لم تتحقق في الوقت الذي تمنيت أن تتحقق فيه وكانت تقف دائماً بيروقراطية الدولة في تحطيم أحلامي.
* ما رأيك في جمال مبارك أمين لجنة السياسات التي أنت عضو بها؟
** جمال مبارك من أحسن العقول تعليمياً ومنهجية فهو ينصت لكل ما يقال إنصاتا عقلانياً ويحلل تحليلاً علمياً وعندما حضرت مناقشات أمانة السياسات وجدته نموذجاً للشباب المصري الذي نتمني أن يكون هناك الآلاف منه وأنا آسف لحجم الهجوم الذي يتعرض له لمجرد أنه ابن الرئيس واعتبر هذا الهجوم غير عادل وغير موضوعي لأنهم يعترضون علي فكره دون أن يناقشوه وأنا أري أن فكره سوف ينهض بمصر.
* هل تري انه الأفضل لرئاسة الجمهورية؟
** رأيي ليس له أهمية ولكني أري أن أي شخص في مصر يملك الأهلية يستطيع أن يتقدم للترشيح والمشكلة الآن ليست في ترشيح جمال مبارك من عدمه بل في عدم وجود بدائل رغم احترامي لجميع الأسماء المطروحة ولكني أري أنهم لا يملكون الآلية التي تجعلهم يترشحون في ظل الدستور الحالي والبعض منهم قد طالب بتعديل الدستور ولكن لا ننكر أن لجمال مبارك ميزات عن هؤلاء المرشحين ولديهم أيضاً مميزات عنه مما يجعل التنافسية ممكنة.
* طرحت مجموعة اطلقت علي نفسها اسم «الحملة الشعبية ضد العقم السياسي» اسم الدكتور أحمد سامح فريد ضمن قائمة ضمت خمسين اسماً للترشيح لمنصب رئيس الجمهورية فما تعليقك علي هذا؟
** الحكم له أصول وآليات لابد أن يتعلمها الإنسان ويتدرج بها عبر الممارسة في تقلد المناصب.. وكوني علي درجة من العلم والدراية الإدارية لا يكفي للحكم لأنه منظومة متكاملة ونحن ترس من تروسها.. كما أنني لا أملك هذه الملكات ولكني أملك حكم قصر العيني فقط، ومن غير اللائق الحديث عن وراثة طالما أن الرئيس مبارك قادر علي العطاء وعليه إجماع شعبي.
* إذن ما رأيك في ترشيح شخصيات مثل البرادعي وغيره للحكم؟
** تعلمت من الرئيس مبارك أثناء جلسة لي معه عام 1986 قولاً مفاده أنني يجب ألا أحكم علي موقف لم أعشه ولا أحكم علي قرارات ليس لدي معلومات عنها ولا أعلم الظروف المحيطة بها.
* ما مشكلة قصر العيني مع مشروع العلاج علي نفقة الدولة؟
** ليس لدينا مشكلة مع قرارات العلاج علي نفقة الدولة والمشكلة بين وزارة الصحة ونواب المجلس التي تخرج هذه القرارات وقصر العيني ارتبط اسمه منذ نشأته بعلاج الفقراء.
كما أن هناك المستشفي الفرنساوي الذي يوجد به خدمة فندقية والتي يتحمل فيها المريض التكلفة وهامش ربح 10% والمشكلة أنه تجمعت في الثلاث سنوات الأخيرة مديونية علي وزارة الصحة منها 42 مليون جنيه في قصر العيني و9 ملايين في التخصصي ومديونيات الوحدات ذات الطابع الخاص حتي وصلت المديونيات إلي 70 مليون جنيه وتراكمت مديونية مشروع العلاج علي نفقة الدولة حتي أصبحنا نسدد ديون الشركات التي تورد لنا الأدوية ولذلك قررنا في المستشفيات الجامعية والفرنساوي ألا نأخذ من المشروع سوي حالات الطوارئ والحالات الحرجة مثل الأزمات القلبية ونزيف المخ والحالات المزمنة مثل الفشل الكلوي وباقي الحالات يتم تحويلها للقسم المجاني بقصر العيني ولكن بإجراء نفس العملية بنفس الطبيب الجراح وبالتالي ليست لدي علاقة بمشاكل العلاج علي نفقة الدولة والمتصرف بها هي وزارة الصحة وما يهمني أن يظل قصر العيني مستشفي يعالج الفقراء وتأسيسه مرتبط بعلاج الفقراء وأنا أقدم العلاج المجاني من الموازنة المطروحة ومن التبرعات وليس لدي موارد لأوفر خدمة فندقية.
* تردد أن قصر العيني قام بحجز حالات واعتذر عن حالات بعد تراكم مديونية مشروع العلاج علي نفقة الدولة لحين سداد مصروفات العلاج.. فما ردك؟
** لم اعتذر عن حالات وأنا الوحيد الذي لديه الحق للاعفاء، وجميع الحالات التي تعرض علينا نوافق عليها ولكن هناك بعض المرضي مطلوب له علاج دوائي بـ 20 ألف جنيه اضطررت لرفضه وطلبت من وزارة الصحة أن تصرف له العلاج علي أن يأخذه القصر العيني لأني لا أمتلك الموارد لعلاجه ومن الجرم أن أدخله المستشفي دون علاج.
* ماذا عن وجود أجهزة مكدسة داخل المخازن في قصر العيني؟
** لا توجد أجهزة مكدسة وجميع الأجهزة مستعملة والأجهزة الوحيدة التي لا يعمل جزء منها هي وحدات المبتسرين بسبب قلة الممرضات واستقالة بعض منهم وغيابهم في الأعياد.
* هل مازلت تقوم بعملية التدريس للطلاب في قاعات الكلية؟
** منذ أن أصبحت عميداً لا أدرس سوي بعض المحاضرات لطلبة الدراسات العليا ولكن قلبي يؤلمني عندما أجلس مع الطلبة لأن الطلبة لم يتعلموا ثقافة الحوار وأحياناً يحدث تجاوز ومع الأسف الشديد هيبة العميد مطلوبة ولكني أول عميد يحضر الطلبة لمجلس الكلية لأن الطلبة معنيون بمعرفة المناهج التي سيدرسونها.
* هل أنت راض عن وضع الأساتذة في مصر؟
** لا أرضي عن وضع الأساتذة في مصر لأن الأستاذ الجامعي قيمة تقوم عليها عقول الشباب لابد أن يكون له راتب محترم حتي يهتم بالبحث العلمي.
* وكيف تري البحث العلمي في مصر؟
** البحث العلمي في مصر خلال العشرين عاماً الماضية لم يكن له علاقة بالبحث العلمي من قريب أو بعيد حتي تقدمنا بعمل لجنة فتحت الشراكة بين الشركات متعددة الجنسيات وقصر العيني ونعمل الآن للتصدي للمشاكل الصحية عن طريق البحث العلمي من خلال التصدي للمشاكل الصحية ذات الطابع القومي في مصر وخلال الخمس سنوات القادمة سنعمل في فيروس الكبد الوبائي ويوجد 12 بحثاً الآن في هذا الموضوع.
* إذن ما السبب من وجهة نظرك الذي يضعنا في آخر قائمة أفضل جامعة في العالم؟
** البحث العلمي جزء من كل والمخصص للجامعات والبحث العلمي مازال ضعيفاً وأثناء تقييم الجامعات يسألني المختص بالتقييم عن مردود البحث العلمي الذي يصل في بعض الدول إلي 450 مليون دولار في حين أننا ليس لدينا مردود من البحث العلمي، وأحد مؤشرات التقييم أيضاً تتعلق بمدي تحديث المكتبات الجامعية وما هي الموارد المخصصة لذلك ونحن الآن نحاول وضع مخصص لهذه المؤشرات بالإضافة إلي عدد الجوائز التي يحصل عليها أساتذة الجامعات كمؤشر أيضاً للتقييم ونحاول أن نستوفي هذه الشروط الآن حتي نكون علي مستوي المنافسة.
* ما رأيك في رفض نقابة الأطباء ضم طلبة كليات الطب بالجامعات الخاصة إلي جداولها؟
** لست مع رفض نقابة الأطباء لطلاب كليات الطب بالجامعات الخاصة ولكني أري أن تحسين مستوي الطبيب المصري له أصول من خلال آليات جديدة غير تحجيم العدد من خلال تحسين المستوي المهني للطبيب وتوزيع الطلبة علي المستشفيات بشكل عادل وتوفير المناخ الصحي من مرتبات جيدة ووحدات صحية جيدة حتي يشعر الطبيب أن مهنة الطب تحقق له مردوداً يستطيع أن يعيش منه.
* تردد مؤخراً أن قصر العيني يعاني من مشكلة تمثلت في تراكم النفايات الخطرة داخله.. فما ردك علي ذلك؟
** المشكلة أن إحدي المحرقتين التي تحرق بها نفايات قصر العيني والفرنساوي والمستشفي التخصصي كانت تحت الصيانة وكنا نكتفي بحرق نفايات قصر العيني فحسب والخطأ جاء من المتعهد الذي رشحته لنا هيئة النظافة لأنه خلط ما بين النفايات العادية والخطرة وقد تم تحويله إلي النيابة وهناك تحقيقات تجري معه الآن.
* كيف تري وضع التعليم الطبي في مصر الآن؟
** التعليم الطبي عاني من وضع سيئ لفترة طويلة ولكنه الآن يتقدم ويتحسن ويسير في الاتجاه الصحيح وأعتقد أنه سيجد طريقه بعد عشر سنوات من الآن.
* ماذا عن الفساد ومافيا الأدوات الطبية داخل قصر العيني؟
** ليست هناك مافيا ولكن الفساد موجود طالما وجد الناس فهناك الخير والشر والشفافية تكشف الفساد وهو موجود داخل قصر العيني لكن بدرجات متفاوتة والقضاء عليه مسألة صعبة لكن تحجيمه هو الأسهل وذلك من خلال تغيير الوظائف القيادية داخل القصر باستمرار خاصة المواقع التي يوجد حولها شبهات لاستغلال النفوذ.
* كيف تري الخطاب الديني هذه الأيام؟
** الأصل في الدين الإسلامي هو الإباحة وليس المنع وقد ذهبت لصلاة الجمعة في أحد الفنادق ذات يوم وفوجئت بالخطيب يخطئ في قول حديث شريف للرسول صلي الله عليه وسلم فنحن نواجه بالفعل أزمة في الخطأ في العلم بالدين الصحيح والخطأ في الخطاب الديني ذاته فليس من المعقول أن نناقش مسألة غسل اليد اليمني قبل اليسري في الوضوء ونترك أموراً أهم في مجتمعنا دون نقاش.
* وكيف تري مشكلة النقاب التي أثيرت مؤخراً في الجامعات المصرية؟
** الأصل في الدين الإسلامي هو الاحتشام أياً كانت صورته ولن أدخل في جدل إذا كان النقاب سنة أو فريضة ولكن ما اتفق عليه الجميع أن النقاب نوع من التزيد الشخصي الذي يضر بالنظام العام في بعض الأحيان.
وإذا كان النقاب يخلق لي مشكلة داخل المستشفيات الجامعية فهو غير مرحب به لأنه من حق المريض أن يتواصل مع الطبيب وأن يتعرف علي من يتلقي منه العلاج ومن حق المؤسسة أن تعلم من يندس بين العاملين بها وإذا كان النقاب يخفي الوجه في الامتحانات ويسمح باستخدام التقنيات الحديثة في الغش فهو غير مرحب به في الجامعات.

هايل يا ابن بندق...
وكلام جميل...

ربنا يوفق الجميع ...ويولى الله من يصلح

مشكور ابن بندق على المعلومات القيمة والجهد الرائع
حقيقتا استمتعنا كثير بالاسئلة التى وجهت
وايضا استمتعنا بالردود الاكثر من رائعة
من قيمة علمية تستحق الاحترام
ولكن
اين ومتى
وفى اى مكان
كان هذا الحوار الصحفى مع الدكتور أحمد سامح فريد
اشكرك
تقبل تحياتى

فعلا اين تم هذا الحوار ابن بندق

يوم الخميس الموافق 1 /9 /2010 لجريدة الموجز

هيل مووع رائع