كيف نتعامل مع ذنوبنا

ربما يبدو العنوان غريب بعض الشئ ..
لكن من منا لا يذنب .. كبرت الذنوب أو صغرت ..
من منا لا يتمنى أن يتطهر من ذنوبه ؟!!
لماذا لا نتعلم كيف نتعامل مع ذنوبنا التى نرتكبها حتى نتخلص منها ونتوب عنها ..

قد يعتاد البعض منا على ذنب معين ويفعله وهو غير راضٍ عنه وقد يتوب ويرجع للذنب ثانية وكلنا نعلم أن باب التوبة مفتوح ..
والسؤال هنا كيف نتعامل مع ذنوبنا ونتوب من ذنبٍ ما توبة نصوح لا نرجع بعدها أبدًا ؟ ..

إن أردنا ذلك علينا بالآتى :

نعاهد الله ..
فلنتذكر قول الله تعالى عندما تحدث عن الفاسقين قائلاً :" الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه "
إذن فالطريق واضح عندما نريد التخلص من ذنب لا نكتفى بالاستغفار والتوبة فقط .. لكن نعاهد الله عز وجل على اننا لن نرجع إليه أبدًا .. فكلما حدثتنا نفوسنا للرجوع لهذا الذنب نتذكر عهدنا مع الله .. هنا سنخجل من نقض عهدنا معه .. ولن نريد أن نكون من الفاسقين ..

عدم التهاون في اقتراف المعاصي عندما يخلو الا نسان بنفسه
إيانا أن يكون الله
تعالى أهون الناظرين إلينا ، نخالف أوامره ، ونستجيب للشيطان وداعيه ، قال
صلى اللَّه عليه وسلم : (( لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامه
بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء , يجعلها اللَّه هباء منثوراً , أما إنهم
إخوانكم ,, ومن جلدتكم , وبأخذون من الليل كما تاخذون , ولكنهم قوم إذا خلو
بمحارم اللَّه انتهكوها)) ، إن هذه الذنوب التي تكون في الخلوات من أعظم
المهلكات ، ومحرقةٌ للحسنات ، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى"أجمع العارفون بالله بأن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات، وأن عبادات الخفاء هي أعظم أسباب الثبات"
يقول ابن رجب الحنبلي عليه رحمة الله : "خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس" .

عدم الجهر بالذنوب ..
من وقعت منه المعصية خطاً أو
عمد اً فلا يذهب يُحدث الناس بما فعل وليستر على نفسه ولا يجاهر بعملها
أمام الناس فقد قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : (( كل أمتي معافى
إلا المجاهرين , وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد
ستره اللَّه تعالى فيقول يا فلان :عملت البارح كذا وكذا , وقد بات يستره
ربه , ويصبح يكشف ستر اللَّه عنه ))

نتذكر رحمة الله بعباده وأن باب التوبة لا يغلق مهما كبُر الذنب ..
قال عز وجل عن أصحاب الأخدود: إِنَّ
الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا
فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ [البروج:10]،
قال الحسن : انظروا إلى هذا الكرم قتلوا أولياءه ثم هو يدعوهم إلى التوبة.
فباب التوبة مفتوح حتى يغرغر العبد، وهو مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها،
مفتوح ما لم ينزل البأس والعذاب ..

الإسراع بالتوبة وتذكر ذنوبنا ..
لا نتناسى الذنب الذى أذنباه لا لتأنيب أنفسنا ولكن حتى لا نعود إليه ..

يحكى أن رجلاً كان كلما أذنب ذنبًا يكتب ذنبه فى ديوان ويتوب إلى الله منه
فأذنب يومًا فنشر ديوانه ليكتب فيه فلم يجد فيه إلا قوله تعالى : " فاؤلئك
الذين تتبدل سيئاتهم حسنات " .. أى أنه يبدل مكان الشرك الإيمان ، ومكان
المعصية العصمة والطاعة .- ( من كتاب مكاشفة القلوب للإمام الغزالى نقلا عن صحيح البخارى )

عدم استبعاد التوبة من أى ذنب
فالله عز وجل قد رغب الذين شتموه عز
وجل وسبوه، وادعوا له الصاحبة والولد في التوبة، كما قال سبحانه وتعالى عن
النصارى: أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ
غَفُورٌ رَحِيمٌ [المائدة:74]، فالله عز وجل دعا من أشرك به إلى التوبة،
ودعا من سبه إلى التوبة كذلك، قال الله عز وجل عنهم في الحديث القدسي:
(شتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولداً)
ومع هذا دعاهم إلى التوبة .

عدم التفاخر بالتوبة .. واعلم أنها فضل من الله تعالى أكرمك به ..
يقول النبي صلى الله عليه
وسلم: إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار
ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها. رواه مسلم.

أخيرًا ..

نحب الله .. ونجعل كل أعمالنا
خالصة لوجهه .. نحتسب كل عمل لنا عنده .. عندما نبتعد عن الذنب نبتعد عنه
لا خوفًا منه فقط .. بل خوفًا على غضبه ... فمن يحب أحد لا يريد أن يغضبه
ويحزنه .. فما بالنا بالحبيب الأعظم ..

منقول

لا العنوان كويس مش غريب ولكن تسلمي جيس علي موضوعاتك بجد كم اشتقت ل ......لها

ميرسي جدا لحضرتك
مواضيعي لاتاتي شئ في مواضيع حضرتك الرائعه
ميرسي للمرور العطر

لااجد ماعبر به عن سعادتي التي لاتوصف بك جيسي من مواضيعك الهادفه وذوقك الرفيع واخلاقك النبيله

موضوع جميل ومفيد

الله يباركلك

شكرا جزيلا لمروركم الاكثر من رائع
وجزانا الله واياكم خير الجزاء ياااااارب

كيف نتعامل مع ذنوبنا

مستقبلك يتحدد علي قدر أمنياتك ومدي قدرتك علي تحقيق ما عجزت عن تحقيقه في الماضي