كتب:
القليوبية - هناء سويلم
رغم الشهرة العالمية التي نالتها قرية طحلة التابعة لمركز بنها بالقليوبية بصناعة السجاد اليدوى منذ ما يقرب من 60 عامًا، فإن أكثر من 11 ألف نسمة هم عدد سكان القرية، يعانون من العديد من المشكلات، والتي أهمها: الصرف الصحى، وأزمة العيش، إضافة إلى كارثة مسار خط الضغط العالى والذى يمتد وسط بيوت أهالى القرية.
الصرف الصحي يغرق البيوت:
أثناء تجوالى فى القرية قابلت فاطمة أحمد - ربة منزل، التي اشتكت مر الشكوى من معاناتها الشديدة من مشكله الصرف الصحى الذى يغرق منزل جيرانها، والذى قد يؤدى إلى هدم منزلها، دون استجابة أحد من المسئول بديوان محافظة القليوبية، حيث تقدمت بأكثر من شكوى دون جدوى، كما قابلت أحمد السيد، والذى اشتكى من أزمة رغيف العيش غير المتوفر بشكل لائق وآدمى قائلاً "العيش ما ينفعش ياكله بنى آدم"، وأضاف أن مشكلة الصرف الصحى تهدد صحة أهالى القرية، وأنها أزمة مستمرة منذ عشرات السنين، وأن مواسير الصرف الصحى تم الحفر لها منذ 11 سنة، ولم يكتمل توصيل الصرف الصحى حتى الآن؟
المسئولون يطالبون الأهالي بـ 1600 جنيه على متر الأرض:
وكان محمد عبد الحميد عوف – موظف بين حالة من الاستياء والتذمر قائلاً "إحنا مهددين بالتشرد من منازلنا بسبب قرارات الوحدة المحليه التعجيزية"، فقد قام بعض الأهالى ببناء منازلهم على أراضٍ أملاك الرى بوضع اليد منذ أكثر من 30 عامًا، ورغم القرار الوزارى رقم 407 لسنة 2006 بالاستغناء عن الأرض، إلا أن الوحدة المحلية طالبتهم بدفع مبلغ 1600 جنيه مقابل المتر، كما طالبت المحافظة بأوراق، وتماطل فى الموضوع.
أسلاك الضغط المتآكلة فوق البيوت:
وتدخل فريد شريف فى الحديث، وأشار إلى سير الضغط العالى بمنتصف الطريق بجانب المنازل، التي لا يبعد عنها إلا أمتارًا، ومنها أسلاك متآكلة ومتهالكة، ومن الممكن أن تسقط على المنازل فى أى لحظة.
"أرض جنة" من الصرف الصحي والحشرات:
العجيب أن هذه الأرض تسمى "أرض جنة"، ولكنها هنا جنة من نوع مختلف، جنة تسبح في مستنقعات مياه الصرف الصحى وأكياس القمامة، وتملأ سماءها كائنات تطير من حولك في كل مكان، من الحشرات والناموس.
تقول سماح أحمد - ربة منزل إن طفلها الصغير يعانى من الحساسية والأمراض الجلدية التى تسبب فيها وجود أكياس القمامة والحشرات والبعوض التى تتجمع أمام المنزل فى أرض جنة، وأضافت أن أهالي القرية شكوا للمحافظ عادل زايد، ولم يجدوا أى استجابة.
وأثناء حديثى معها أتى أحمد عبد العليم، وأشار إلى منزل مهدوم بمنتصف أرض جنة، وهو منزل "باش" أساسه من كثرة وشدة مياه الصرف الصحى التى أكلته، وأضاف أنه بسبب ضيق المكان لم يستطع الأهالى التخلص من هذه المياه.
رائحة قاتلة بطول الطريق:
في طريق عودتي سألت سائقًا يدعى نادر على عن هذه الرائحة الكريهة التى بطول الطريق، فأجاب أن أصحاب مزارع الدواجن على طول الطريق المتجه نحو القرية يقومون بحرق النفايات والبيض المكسور وإلقائه فى مياه ترعة القرية، الأمر الذى أدى إلى تسرب الروائح الكريهة على طول طريق القرية، والتى لم أستطع تحملها لدقائق معدودة، فكيف لأهالى القرية الذين يتعايشون معها؟
واشتكى نادر من وجود العديد من السيارات التى تعمل بدون لوحات أرقام للسيارة، وأن هناك أيضًا سائقين يتعاطون المواد المخدرة فى موقف سيارات طحلة.